الجمعة، 30 مارس 2018

قصة الإلحاد

قراءة في كتاب 

قصة الإلحادقراءة تاريخية

لـ محمود عبد الرحيم



# تأتي قراءتي لهذا الكتاب استكمالاً لرواية (موسم صيد الغزلان) التي تناولت على لسان بطلها رحلة إلحادية انتهت (بمنهجة الشك) لتمجيد السعي والبحث بدلاً عن ثبات المعتقد ، وذلك وجدتها فرصة مناسبة لبحث فكرة الإلحاد وقراءة تطورها الزمني والاجتماعي والفلسفي ..
__________________________________

- يعتبر كتاب قصة الإلحاد رحلة تاريخية فلسفية ، مكثفة ، وممتعة ، يتناول خلالها الكاتب مفهوم الإله عند الغرب باعتبارها الأمة التي سادت أفكارها في عصرنا الحالي بسيادة إنتاجها العلمي والاقتصادي ومن ثم الفكري ، مشيراً في البدايات لإسهامات العلماء والفلاسفة المسلمين أو بالأحري (الشرقيين) كهمزة الوصل للفلسفة اليونانية والتي انطلق منها عصر النهضة في أوروبا.

- تعرفت في بداية هذه الرحلة على الراهبان الإيطاليان في القرن الثالث عشر (توما الإكويني) وهو من أوائل المحاججين عن وجود الله بأدلة عقلية معتبرة ، مستنداً على أفكار أرسطو كالسبب الأول أو علة العلل والضرورة الحتمية وعدم عبثية النظام المُحكم للكون ، و (بونافينتورا) الذي ارتحل بالعقل إلى الله ، وخلُص إلى أن الإله موجود بدلالة عقلية وهي أن كل هذه المخلوقات تدل بالضرورة على خالق عظيم لا يستطيع العقل إدراكه لسموه عن الإدراك وسيبدو وصف الإله شيء لا يمكن للعقل تصوره.



- مع هذه البدايات حاولت الكنيسة بسط سُلطانها الديني على مقاليد الأمور وخاصة أن إطلاق العنان للعقل لتفسير (الله) ومن بعده الدين سيؤدي إلى خلل واضطراب ، وهو ماحدث بالفعل ، حيث واكبت هذه الحركة حالة الجنوح الديني في إسبانيا عقب حرب الاسترداد في (القرن الخامس عشر) وظهور ما يعرف بمحاكم التفتيش لليهود والمسلمين وغيرهم من المعارضين ، ولم يستقر لها الأمر فكلما ازداد سلطان الكنيسة ، توسعت معه إخفاقاتها وجمودها ، وما لبثت أن خاضت معارك دامية مع الإصلاحيين وعلى رأسهم (مارتن لوثر) الذي عارض سياسيات الكنيسة وخصوصاً (صكوك الغفران) وهو ما يمثل بداية الإنهيار لسطوة الكنيسة وانحصار سلطانها الممتد.



- وعلى الصعيد العلمي فقد سارت أوروبا على المنظور الأرسطي القائل بمركزية الأرض متماشياً مع المنظور الديني الذي يجعل الإنسان هو محور الأحداث ومن أجله قد بدأ الخلق ، واستمر ذلك (للقرن السادس عشر) حتى أسس (كوبرنيكوس) بحذر لنظرية تخالف المستقر الأرسطي من أن الأرض ليست مركزاً وأنبأ ذلك عن مواجهة أخرى للدين في مواجهة العلم ، وفي بدايات (القرن السابع عشر) استعلن بهذه النظرية وفك إشكالاتها عالم الفلك الألماني (يوهانس كبلر) ، حتى توجت هذه المساعي بنظرية (جاليليو جاليلي) التي برهنت على لا مركزية الأرض ، ولم تكن تلك الإسهامات العلمية تتضمن أي نية سيئة ضد الدين أو الوجود الإلهي بل كانت محاولة رياضية للتعرف أكثر على الله ، غير أن ذلك الوقت كانت أوروبا على صفيح ديني ساخن بسبب المواجهة الكاثوليكية البروتوستانتينة ، فأفرزت مواجهة أخرى بين العلماء متحرري الفكر في مواجهة الرؤية الدينية المتحجرة لرجال الدين.



- مفارقة عجيبة أن (الإلحاد) بمفهومه الحداثي لم يبرز من الطوائف المسيحية المتناحرة في أوروبا بل على يد بعض اليهود العائدين من النفي إلى هولندا أرض الحرية التي نأت بنفسها عن هذه الحروب الدينية المتعصبة ، فانخرط اليهود في المجتمع بعد أن عانوا الإنزواء بسبب الاستعلاء العقدي لديهم كونهم شعب الله المختار ، وشعروا بأن اضطهادهم كان ناتج دائماً عن دينهم وأنهم لم يجنوا سوى البؤس والتعصب فنادت بعض الأصوات بتنحية الدين تماماً ، وبأن البشر ليسوا في حاجة إلا إلى عقولهم ليستقيم عيشهم ، وكان أهم هذه الأصوات هما (أورييل دا كوستا ، خوان دي برادو) واللذان يعدان بطبيعة الحال مهرطقان في الديانة اليهودية.

- تحولاً آخر فكرياً وفلسفياً كان له أبلغ الأثر في أوروبا في (القرن السابع عشر) جاء على يد الفيلسوف الفرنسي (رينييه ديكارت) الذي أسس لمنهج فلسفي مبني على العلوم الرياضية ، ووجد أن هذا المنهج هو طوق النجاة في بحور الخلافات العقدية وأن العلوم الرياضية قادرة على الوصول للمعرفة بشكل تتوحد معه كافه الانقسامات ، وأسس لمنهج الشك الذي استدل به على وجود ذاته ومن ثم نقصها وصولاً لإدراك الكمال المطلق المتمثل في الإله ، ويرى أن ذلك الإله كلي القدرة والكمال قد خلق الكون وأودع فيه القوانين لتسييره دون تدخل منه كعلاقة صانع الساعات بالساعة عقب الانتهاء من صناعتها ، وأن علينا إدراك هذه القوانين ، وتعتبر هذه النقلة هي الأساس للثورة العلمية والفلسفية التي ستأتي من بعده وكأنها في معظمها إنعكاسات لأطروحاته الفلسفة/الرياضية ، وقد كانت أطروحات علمية لا تنافي الدين.



- حتى تنبأ (بليز باسكال) عالم الرياضيات الفرنسي بأن علمنة الدين ستطيح بعرش الدين ولن يكون للعامة من الناس الرادع الروحي الذي يمثله الدين ، وتحقق ذلك بشكل ما على يد الفيلسوف الهولندي اليهودي (باروخ إسبينوزا) والذي يعتبر رائد العلمانية في عصر النهضة ، حيث طرح فكرة وحدة الوجود وهي أن الله والطبيعة وجهان لعملة واحدة فالله موجود في الكون غير منفصل عنه ، وعليه فلم يعد بنا حاجة للدين أو لرجال الدين ، واعتبرته الجالية اليهودية مهرطقاً ونزعت عنه ثوب التدين اليهودي ، فاستطاع ان يستكمل رحلته متحرراً من ثوب الدين طليقاً من قيوده.

- وجاءت مساهمة الفزيائي البريطاني (إسحاق نيوتن) في نهايات (القرن السابع عشر) وبدايات (القرن الثامن عشر) ، ليكشف أهم القوانين التي يسير عليها الكون ويبرهن علمياً على وجود الإله الذي أعمل القوانين وبثها في مادة الكون الخاملة كضرور حتمية ، هذه المساهمات من نيوتن أسست بقوة لما يعرف باللاهوت العلمي ، والذي ساد الأوساط العلمية وقتها ، حيث وأنه إنطلاقاً من حقيقة وجود الإله فإنه لا مجال لإنكاره حتى ولو استطعنا أن نجنب الدين بشكله القديم (الخرافي المتسلط برجاله) من حياتنا ، ورأى البعض أنه على الدين أن يخاطب الناس في كثير من الأخلاق والفضائل وقليل جداً من علوم اللاهوت ، فقد عاشت أوروبا عصور ظلامية دامية بسبب هذه الأفكار الغيبية المتعصبة.



- أولى المعارك الفكرية الصريحة لنقض فكرة الإله وليس مجرد الدين كانت في القرن الثامن عشر على يد الفيلسوف الفرنسي (دنيس ديدرو) ، والفيلسوف الألماني (بارون دي هولباخ) ، واللذان عملا معاً على وضع أولى الموسوعات المعرفية ، اعترضا على أطروحات نيوتن العلمية والتدليل بها على وجود الله ، وافترضا أنه في البدء لم يكن غير الفراغ وأن العالم وُلد بمحض الصدفة من فراغ وأنه غير نظامياً وبه الكثير من المتناقضات والدليل على ذلك (الانتقاء الطبيعي / التطور) وصراع البقاء القاسي بين الكائنات وأن البشر على قلة علومهم كانوا يعتقدوا في إله لكل ظاهرة لا يفهمونها والآن يجمعونهم معاً في كيان واحد كلي العظمة ، وأننا الآن في عصر العقل الذي يمكن أن نستعيض به عن الفكره البدائية بوجود إله ، ويمكن أن يعبر عن أفكار (دنيس ديدرو) إثنتين من أشهر أقواله "لن يتحرر البشر إلا عندما يتم خنق آخر ملك بأحشاء آخر رجل دين" ، "لم يسبق لفيلسوف أن قتل رجلاً من رجال الدين بينما قتل رجال الدين الكثير من الفلاسفة" ، ويمكن كذلك أن نعتبر تلك الأفكار الإلحادية مبنية في الأساس على الرفض التام للتعسف والدموية التي افرزها السلوك الديني الذي أغرق أوروبا في الظلام والدماء.

- وعلى الجانب الآخر فقد قام (ديفيد هيوم ، إيمانويل كانط) بطرح مفاهيم أخرى عن تحجيم العقل المطلق ، وأن العقل محكوم بقدرات وإدراكات محدودة لا يمكن الوصول بها إلى إثبات وجود الإله أو نفي وجوده ، وقدم (وليام بيلي) فكرة اعتقاده بوجود إله مستنداً على العلة الغائية وبحجة صانع الساعات وهو أنك إذ تسير في صحراء شاسعة وتجد ساعة ملقاه على الأرض فإنك لا تفترض أبداً أنها صنعت بمحض الصدفة.

- وتكررت هذه المعركة مرة أخرى عقب (الثورة الفرنسية) ١٧٨٩-١٧٩٩ التي وإن كانت قد تولدت نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بشكل أساسي إلا أن الكنيسة ممثلة للدين كانت في خضم هذه الأجواء كسبب آخر لقيام هذه الثورة التي أثرت في أوروبا وفي العالم كله تأثير واضح ، وامتد هذا التأثير إلى المنحى الديني أيضاً الذي أخذ في الإنحصار وبرزت معه ضرورة فصل الدين عن الدولة ، وكان الفيلسوف الألماني (فريدريك هيجل) من المتابعين والمتأثرين بهذا الحراك ومثلت أفكاره الفلسفية أو ما يعرف (بجدلية هيجل) ميزان للتوفيق بين الدين والحركات الحداثية لتمحيص المتناقضات وتخليص الحقيقة من شوائبها.

- وفي القرن التاسع عشر أفرزت الثورة الصناعية والاقتصادية في أوروبا الغربية سطوة نخبة البرجوازية وبالتبعية ساءت أحوال الطبقات الدنيا من المجتمع (من العمال والفلاحين) فنشأت الأفكار الاشتراكية في البداية كمحاولة خيالية لإصلاح ما أفسدته الثورة الصناعية ثم تأسست الشيوعية بشكلها المعروف على يد (كارل ماركس ، فريدريك أنجلز) اللذان أوضحا أن رأس المال (العوامل المادية) وما يصاحبه من صراعات طبقية هو المحرك الأساسي للتاريخ وأن (الدين) ماهو إلا (وهم) ادخلته الطبقات النخبوية على عقول العامة حتى يستمروا هانئين في حالة العبودية الاقتصادية والفكرية التي تصب في صالحهم.



- في منتصف (القرن التاسع عشر) نشر (تشارلز دارون) كتابه عن أصل الأنواع مؤسساً لنظرية التطور التي تقول بأن الكائنات الحية تطورت ببطء على مر الأزمنة وأن الصراع دائم وأن البقاء دائماً للكائنات الأصلح للتعايش والتأقلم مع بيئتها ، وأن ذلك ينافي وجود خطة إلهية كما تتصورها الأديان ، ورغم ذلك فإن داروين نفسه لم ينكر وجود الإله بل أنه اعتبر أنه لا يصح التشكيك في الجمع بين فكرة وجود الإله ونظرية التطور وأنه لم يلحد حتى وفاته وإن كان يعتبر نفسه لا دينياً ، كما أنه لم يكن الوحيد التي تكلم عن التطور بل كان هناك من سبقوه ، ولم يكن الأمر حتى بعد إقراره علمياً كضربة موجهه للدين بل كانت مجرد حقيقة علمية لم تؤثر في إيمان كثير من العلماء وقتها حيث يمكن أن يسري قانونها العلمي تحت إرادة المحرك الأول ، الإله ، واضع القانون.



- ولكن وجدت نظرية التطور - مع بعض المراجعات النقدية للكتاب المقدس - الصدى في أفواه بعض العلماء المتعصبين للعلم بأن ذلك التقدم يمثل دلائل علمية على (الإلحاد) ليس مجرد رؤى فلسفية ، ووقف بعض العلماء موقف الوسيط حيث أن الأدلة العلمية وإن كانت لا يمكن أن تثبت وجود الإله فإن إنكارها له يعد استنتاجاً غير تجريبياً كذلك ويشبه إيمان مناصري الدين ، وهو ما سيعرف بـ (اللاأدرية) وكان من أهم من قالوا بهذا الرأي العالم البريطاني (توماس هُكسلي) إلا أنه ومعه العديد من العلماء في ذلك الوقت كانوا متفقين على أن العلم هو الذي يقود البشرية إلى الرقي والتقدم وأن صلوات المتدينين لم تأتي سوى بالدماء.

- المزيد في إتجاه الإلحاد في أواخر (القرن التاسع عشر) يتناول (فريدريك نيتشة) في كتابة هكذا تكلم زرادشت فكرة موت الإله أو على الأقل موت الإله في قلوب مناصريه الذين أحالوا الدين إلى أوهام وعصبيات خرافية ، و(سيجموند فرويد) رائد التحليل النفسي الذي أخذ يحلل سلوك الإنسان منطلقاً ومستنتجاً أن الدين كان مجرد محاولة بدائية لفهم الظواهر الذي استعصت على البشرية في مهدها واستمر بسبب رغبة الإنسان الدائمة في اللجوء لكيان أعلى يبرر لها حياتها وسلوكها وأن العقيدة لا تمثل للإنسان سوى مجموع الغرائز الدفينة التي تحركه وتبرر سلوكه وعلى رأسها غريزة الجنس.

- وفي تطور مُعادل ، كشفت (الحروب العالمية) في القرنين (التاسع عشر والعشرين) أن للعلم وجه آخر أكثر فتكاً ودموية من الوجه التي طالما استوحشوه العلماء في الدين وما حوله من خرافات وتعصبات ، والذي كان أساساً جوهرياً في نبذ الدين وإحلال العلم مكانه عقائدياً قبل أن يكون اقتصادياً واجتماعياً.

- ليأتي (ألبرت أينشتين) في بدايات القرن العشرين بنظرية النسبية ليغير من الركائز العلمية التي أرساها نيوتن ، وليكشف كذلك أن العلم لم يفك لغز الكون بل ينبيء بمزيد من الألغاز وأن ما توصلت إليه العلوم كانت مجرد ذرات رمال على بحور من المتواريات ، وأنه أقرب أن يكون لكل هذه القوانين واضع ومتحكم ، ورغم أن اكتشافات أينشتين كانت علمية بحتة إلا أنها حملت معها خلافات فلسفية أكثر من ذي قبل.




- ليتخبط العالم فكرياً على مدار (القرن العشرين) فبينما يتبنى الفيلسوف النمساوي اللاأدري (كارل پوپر) مذهب للعقلانية العلمية ورأى أن نظرية التطور مثلاً غير قابل للتطبيق التجريبي وانها تشبه البحث الميتافيزيقي وأن اخطر المظاهر على هذه العقلانية هي (الدوجماطيقية) التعصب المبني على الشعور الواهم بامتلاك الحقيقة المطلقة دينياً أو علمياً - فنجد فلسفات أخرى متخبطة كوجودية (جون بول سارتر) وعدمية (شوبنهاور) ووهم (ألبير كامو) ، ونتيجة لهذا التخبط استعلنت حالة التمرد العام في (النصف الثاني من القرن العشرين) ، تمرد على أية قيود علمية أو دينية ، تمرد على الحرب ، في الموسيقى والأزياء والذوق العام ، تحرير المرأة ، المناداة بحرية الجنس والإجهاض ، تقنين الشذوذ الجنسي ، وأصبحت العامة تستعلن بإلحادها تمرداً أو عن قناعة ولم يستلزم الأمر أن تكون فيلسوفاً أو عالماً حتى تستعلن بأفكارك وذلك بفضل طفرات التواصل الاجتماعي ، ولسد الفراغ الروحاني ظهرت اتجاهات لعبادة الشيطان وممارسات أخرى روحية غير دينية.

- من رحم هذه الحالة من التخبط والجنوح المادي تولدت تيارات الأصولية الدينية في مواجهة تيارات الأصولية العلمية ، يتسم التياران في أغلب الأحيان بالدوجماطيقية تلك التي حذر منها كارل پوپر ، جماعات دينية في كافة الأرجاء تستعلن بامتلاكها الحقيقة المطلقة بعضها على استعداد لإفناء نفسه والآخرين في سبيل إثبات ذلك ، وتيار من العلماء يمكن أن يطلق عليهم (الملحدون الأصوليين) يرى بعضهم أن نهاية القول هو ما يرتأوه ..
ومازال الجدال مستمراً ...






- كل ما سبق كانت محاولة مني لقراءة تطور مفهوم الإله التاريخي/الفلسفي/العلمي لدى الغرب ، أما عن رؤيتي الشخصية (الحالية والمبدئية) وفقاً لهذه القراءات ولغيرها من التجارب الفكرية التي مررت بها ، هي أن وجود إله يُعد ضرورة عقلية وحتمية يُنبيء بها الكون ، ويتفق معها العقل على مراحل تطور مدركاته ، لا استسيغ فكرة نشوء هذا الكون عن محض صدفة ، بل أعتقد في خالق له مستقل ومنفصل عنه في الكينونة ولكنه يتجلى عليه بصفاته ، كلي العظمة والقدرة ، أودع في هذا الكون أسباب نشوءه وقوانين تسييره ، إله أوسع وأشمل من كافة تصوراتنا الدينية أو العقلية عنه ، ولذلك فإن كل الاختلافات أو الإضطرابات الدينية لا تؤثر عندي في هذا المفهوم ، ولا أرى كذلك تعارضاً بين نظرية النشوء والارتقاء وبين وجود خالق ، التعارض ربما يكون في مفهوم الدين لدينا عن الخلق ، فمثلاً لا أظن أن (آدم) هو أول البشر ولا أظن في مركزية الإنسان وأن كل هذا الكون خلق من أجله ، بل أعتقد أن الإنسان حلقة في سلسلة وغايته هو اكتشاف هذه السلسلة والتناغم معها ، وأن واختباره يكمن في أداءه في هذه الرحلة ، وبالنسبة للأدلة العلمية (الفزيائية أو البيلوجية) أو حتى (نظرية التطور) التي يستدل بها (الملحدون الجدد) على عدم وجود إله فإنها سياقات وعلوم متخصصة حتى يمكن أن يستند عليها الخاصة من متناولى هذا العلم بالدراسة ، أما أن أقرأ ولا يتعدى فهمي لها غير القشور ثم أتخذ قرار بالإلحاد فذلك لا يعدوا كونه (إيماناً علمياً مشوشاً) مضاد (لإيمان ديني مشوش) كذلك ، ولذلك فإني أعتقد أن التعرف على الإله رحلة ذاتية شخصية تخص كل إنسان على حدا.

__________________________________

# القراءات المُكملة لهذه القراءة ضروري أن تتناول البحث عن كل هؤلاء الفلاسفة الذين ورد ذكرهم في هذا الكتاب ، وكذلك البحث في نظرية التطور ، وعندي بالمكتبة كتباً يمكن قرائتها في هذا الشأن وبالصدفة هي من ضمن المراجع التي أشار إليه هذا الكتاب وهي : (معجم الفلاسفة لجورج طرابيشي) (داروين متردداً: نظرة مقربة لتشارلز داروين وكيف وضع نظريته عن التطور لديفيد قوامِن) (أعظم استعراض فوق الأرض لريتشارد دوكينز) ، وكذلك سلسلة نظرية التطور لعدنان ابراهيم.

# القراءة والموسيقى يتلازمان عندي ، ولذلك تجدر الإشارة لقطعة الموسيقى أو الأغنية التي لازمتني في قراءاتي ، أحياناً يكون لها دلالات وأحيانا أكتشف ملائمتها بالصدفة ، والموسيقى التي شابهت ولائمت واقترنت بهذه القراءة هي كونشرتات الفصول الأربعة لأنطونيو فيفالدي :



# معارف وأسماء قمت بالبحث عنها سريعاً في جوجل وفي كتاب معجم الفلاسفة لجورج طرابيشي :
* توما الأكويني
* بونافنتورا
* كوبرنيكوس
* يوهانس كبلر
* أورييل دا كوستا
* خوان دي برادو
* رنييه ديكارت
* جون لووك
* بليز باسكال
* باروخ اسبينوزا
* إسحق نيوتن
* دينيس ديدرو
* بارون دي هولباخ
* فريدريك هيجل
* ديفيد هيوم
* إيمانويل كانط
* وليام بيلي
* كارل ماركس
* فريدريك أنجلز
* تشارلز داروين
* فريدريك نيتشة
* جون بول سارتر
* ألبير كاو
* شوبنهاور
* كارل بوبر
* ريتشارد دوكينز
* ستيفين هوكينج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق