السبت، 18 سبتمبر 2010

واحد صفر - كيان زائف *


الصفر .. ذلك العدد الدخيل على جحافل الأرقام وإن كان يمثل قيمة العدم إلا أنه ليس ذائف لأنك قد تخلق منه قيمة حقيقية تقارب القمة حد تمثيله للعدم ، كما تنحصر معالجة البيانات الإلكترونية بكافة مستوياتها بين الصفر والواحد ويمثل الصفر القيمة الأصيلة فى رحلة المعالجة ، وإن كان علم السيمياء كان قد اختص بطلسمة الأرقام وإخضاعها لتأثير الكواكب العليا فإنني أستعير قدرة الرقمين تحديداً فى تعبير فلسفي وأدبي عن واقع مجتمعي نعيش فيه وذلك بعد أن إلتفت إليه من خلال فيلم واحد صفر.

--

حين تمثل نتيجة مباراة [واحد.صفر] يفوز بها المنتخب - على أياً من كان نظيرة - مفعول السحر لتخدير مجتمع بكاملة يعاني أزمة وجودية حادة فلا عيب على السيمياء وتأثيرها ولا على هالة الطاقة التى تحيط بالساحرة المستديرة وإنما العيب كل العيب على الإستعداد الفردي لتزييف كيانه واختياراته.

--

أتمنى أن تكون لدي القدرة على أن تسدد خطايا كلها فى الطريق الصحيح بغض النظر عن النجاح أو الفشل ، ولكن المشكلة التى تواجهنا دائما هي اختيار القيمة الأقل دوما بين العددين لأنها الأسهل للوصول ، فحين يهمل أطباء إسعاف مصاب من أجل مشاهدة مباراة كرة قدم فقد اختاروا القيمة الأقل فى الوقت الذي يكون فيه المصاب بدورة يحتال بإصابته لكي يجني مبلغ التعويض من سائق لا يدري أينما تأخذه سرعته فى الهرب من مسئولية العلاقة التي تربطة بإمرأة وُضِعتْ فى ظروف مُلحة لزواج وحمل موقوف لخلافات فكرية وقضايا متداولة فى محاكم الدولة التي يتربص فيها عدد من رجال الأمن بالمؤتمن عليهم لنقص فى أنفسهم وسياسة تعيينهم وهكذا إلى أن يكتمل الخيط الذي يربط كل أفراد المجتمع ، فيختار دوما القيمة الأقل

--

ويكون الفوز فى المباراة بواحد صفر ماهو إلا كيان زائف عن الصفر الذي اخترناه مسبقاً ، والأمل أن نستعين بالسيمياء لتغير قدرة الصفر - المحفور داخل الطلسم الذي يقيدنا – المُمثلةِ للعدم واستبدالها بقيمتها التي تقارب القدرة المطلقة ، وحينها ربما لا تورد بلدي دمائنا لعدو يقف على حدود دولتنا بأبخس الأسعار ولا أدعوا أن تذهب موجه الحر من دولة تورد لنا القمح الذي ما عدنا نعرف كيف نزرعه

--



http://www.youtube.com/watch?v=QD4hEmCpZEQ&feature=related

--

* مع حفظ كافة حقوق الملكية بشأن الصور والروابط المرفقة بالمدونة لأصحابها الغير معلومين لدي