الخميس، 21 يونيو 2018

رمضان زمان ورمضان الآن

(رمضان زمان ورمضان الآن)

ذكرى البؤس والحرمان
من بعض إعلانات رمضان




شهر رمضان جميل جداً، رمضان زمان طبعاً، باعتباره من أحلى ذكريات الطفولة عندي، أنا واحد من جيل الثمانينيات، واعرف الفرق كويس بين رمضان زمان ورمضان الآن، هي إشكالية عادية جداً، دايماً زمان أحلى، ورغم البؤس اللي احنا فيه دلوقتي، أولادنا كمان عشرين سنة هايحلفوا بذكريات دلوقتي.

المهم، أنا مش هاعمل مقارنة، لأنها هاتبقى بايخة ومؤلمة، أنا هارصد حالة أكثر إيلاماً من الانكسارات اللي عشتها ومعلمة في روحي، واعتقد عاشها كتير من جيلي، افتكرت البؤس ده كله وانا بتفرج على مجموعة إعلانات EGBank مجمعة من على اليوتيوب بعد رمضان كالعادة لأني مابتفرجش على التلفزيون.

اللي عمل فكرة الإعلانات دي مصري مأصل، ما فيه إعلان من دول إلا وافتكرت معاه نفس الحالة دي في فترة من حياتي، وكنت مفكر أنا لوحدي اللي اتعمل معاه الصح في حياته، وشكله كان كاس وداير.

وكنت بفكر أشرح اللي حصل معايا بالظبط، بس حسيت إن الإعلانات هاتعبر عن المواقف دي بشكل أفضل، واعتقد هاتمس معظم جيلنا ..
ماتيجوا نشوف...

أول يوم شغل
(لما تحس إنك من أولها كده مالكش مكان – وآخرك هاتترمي علي أي جنب)

مرحلة جس النبض
(تبقى راجل ملو هدومك ، ويتجس نبضك في ركنة عربية أو عمل كوباية شاي)

جو ابتدائي في الشغل
(أبوك ييجي ياخدك ، كأنه بيستلف فيسبا وهايبقى يرجعها تاني يوم)

إترمي انت في أي تاكسي
(مانا ابن البطة السودة)

السايس أهم منك أصلاً
(لما تلاقي نفسك بتتعامل أقل ما كان خيالك يجيبك – معلش أصل الركنة دي للبهوات الموظفين)

إحنا نعمل أبجريد للسيرفيرات
(الأفكار الخزعبلية راكبه ومدلدلة)

إيميل القبض
(هما 240 في ظرف)

وده اللينك لصفحة إعلانات EGBANK – علشان تعبت

الخميس، 19 أبريل 2018

خطة لتحقيق الهدوء داخل الأسرة


قراءة في كتاب
كيف تفوز في مشاكل البكاء والمشادات مع طفلك
(خطة لتحقيق الهدوء داخل الأسرة)
لـ سنثيا ويثام



- الأطفال أحباب الله، وأعتقد أنهم أحباب الشيطان كذلك، لقدرتهم العفوية على إخراجك من الملة، طفلاً كُنتُ أشعر أنني إنسان مستقل تماماً عن هؤلاء الكبار الذين يعاملونني من مُنطلَق الرياسة والتبعية وما يقتضيانه من السمع والطاعة.
لماذا يعاملونني هكذا ؟! فأنا إنسان كامل مثلهم، صغير نعم، ولكن أعرف جيداً أن لدي رؤى ومخاوف وتطلعات ورغبات تشعرني بالسعادة وأود تحقيقها، وهؤلاء الأغيار الذين أحبهم لا يمتلكون غير التوجيه والتعديل والامتعاض وأدوات للعقاب، ونادراً ما يرتضون بتصرفاتي، ثم كبرت وأخذت مكانهم، حتماً سأكون مراعياً لكل هذه الحيثيات، هههههه.
عندما يكبر الإنسان ينسى تماماً كيف كان صغيراً ، كيف كانت مخاوفه ورغباته وتطلعاته وإحساسه بالاستقلالية، يشعر فقط بخوفه على أطفاله وبرغبته في أن يكونوا ناجحين ومثاليين، برغم أنه ذاته يمكن أن يكون نموذجاً مثالياً للفشل والخذلان، ولكنه سيوجِه ويُعدِّل دائماً على سلوك أطفاله، وسيرفض معظم رغباتهم وتطلعاتهم وتصرفاتهم، وسيُنزِل بهم العقاب، مادياً كان أو معنوياً، عن قصد أو بغير، إذن هي معركة، لن يفوز فيها الكبار إلا إذا تذكروا كيف كانوا وهم صغار، ويعاملوا أطفالهم من منطلق الاستقلالية واحترام الآخر وإن كانوا صغار، وليس من منطلق (أنت ومالك لأبيك)، حين يتحقق ذلك حتماً ستفوز الأسرة وتنعم بالهدوء والتفاهم، يااااارب.

- وهذا الكتاب يُعد مساهمة معتبرة في تحقيق هذا الهدف، وفيما يلي أهم النقاط التي لخصتها من قراءتي..

- استخدام الثناء يرسخ الأفعال الطيبة التي يقوم بها الأطفال ويحفزهم على المزيد، ويجب أن يكون الثناء حقيقياً غير مفتعلاً، ينصب على السلوك بوضوح ويعطي الطفل المسئولية عن أفعاله، يخلوا من أي تهكم أو مقارنة بالآخرين، مليء بالاهتمام والانتباه الإيجابي.

- محاولة مراعاة قدرات الطفل التي توجه له المهام، فإن كانت مهاماً كبيرة فجزئها له، وتابعه في كل جزء ينجزه واعطه اهتمامك، وإن كانت مهاماً صعبة فلا مانع من مساعدتك له بالجزء الذي يرسخ لديه روح التعاون ولا يقع به في شرك التواكل والتهاون.

- استخدام التجاهل الواعي في أوقات كثيرة يغيّر من سلوكيات الطفل للأفضل، وهناك فرق بين عدم الانتباه والتجاهل الواعي، وهذا الأخير أداة جيدة في مقابل حاجة الطفل الدائمة للاهتمام والانتباه، فعندما يفعل سلوك ما لا يعجبك وتتجاهله فإنك تعلن له عدم رضائك عن هذا السلوك، ولكن لهذا التجاهل ضوابط فلا يجب أن يستمر هذا التجاهل لمدة طويلة ويجب أن يكون محكوم بفترة وعي الطفل بأن سلوكه هذا غير لائق وغير مستوجب الاهتمام فيبدأ في تغييره ليحصل على اهتمام والديه مرة أخرى، ويجب في هذه الحالة فوراً الثناء على سلوك الطفل الذي غيره لأجل انتباهك، غير أن التجاهل الواعي يحتاج لتدريب دائم حتى لا يتحول إلى عدم انتباه بالمرة فيستمر الطفل في سلوكه الخاطئ، ويحتاج كذلك لهدوء وحيادية حتى لا ينتهي بصراخ الوالدين نتيجة كبت مشاعرهم خلال فترات التجاهل عندما يكونوا مضغوطين أو غير واعيين لأداة التجاهل وهذا الصراخ والانفعال ليس حزماً وإنما باباً واسعاً للعنف الأسري.


- وهذا يقودنا إلى فرق أخر بين الحزم والانفعال، فالإنفعال المتواصل والصوت العالي في أغلب الأوقات هما الركيزتان الأساسيتان اللتان يولدان العنف ويرسخانه في عقل الأطفال لأن الطفل سيعي أن تلك هي الطريقة الأمثل في التعامل مع الأمور، لذلك على الوالدان أن يحاولا دائماً ضبط إنفعالاتهم والتحدث بهدوء وإيضاح الفكرة، وهذا سيعزز أمر آخر في غاية الأهمية لدى الأطفال وهو إبراز (التفكير) دائماً كأداة فعالة لحل المشكلات أو تجاوز العقبات التي تواجههم.

- التعاون سلوك إيجابي يجعل التعامل داخل الأسرة سلس من غير مشادات، مما يحقق الهدوء والسلام لفترات طويلة، ولترسخ سلوك التعاون مع طفلك لابد أن تستخدم الأدوات التالية:
أولاً: إعطاء الطفل حق الاختيار ، بأن تقدم له خيارين للأمر التي تريده فإذا اختار أحدهما فاثن على اختياره واشكره وإذا اقترح هو خياراً ثالثاً فاقبله إن كان فعالاً أو مقارب للهدف.
ثانياً: إعطاءه قليلاً من الوقت قبل أن تلزمه بفعل معين ، فإن هذا الاستعداد يعين الطفل كثيراً على تقبل هذا الفعل،  فإذا حان وقت النوم ومازال طفلك يشاهد التلفزيون فاخبره بأن لديه عشر دقائق قبل يذهب للنوم.
ثالثاً: استخدام المفاوضات وعقد الاتفاقات المشروطة ، بأن تقايضه على ميزة يحبها وينشدها في مقابل قيامه بفعل ما، ولكن مع الحذر من الوقوع في شرك الابتزاز، فالهدف الأسمى هو ضبط سلوك الطفل وليس قيادته وحمله على الطاعة الصماء.
# قراءتي التالية المُكملة لهذه الكتاب يمشيئة الله ستكون حول (كتاب أسئلة حرجة لـ عبد الرزاق نوفل) ليكون ذلك محور آخر جديد لمحاور قراءاتي وهو (محور القراءات التربوية).

الاثنين، 16 أبريل 2018

الفتاة الأفغانية


الفتاة الأفغانية
(السحرُ كما ينبغي أن يكون)




-        شربات جولا ؛ فتاة أفغانية مات عنها والداها في قصف سوفييتي في ثمانينيات القرن العشرين ، ارتحلت بصحبة من تبقى من أقاربها في صقيع الشتاء إلى مخيم بباكستان الملاصقة لبلدها ، ملاصقة في الحدود ، مطابقة في البؤس ، في عام 1984 كانت تبلغ حينها اثنتي عشر عاماً.
 
-   التقُطَت لها صورة على يد مصور شبكة ناشيونال جيوغرافيك ستيف ماكوري ، ووضعت صورتها على غلاف المجلة الشهيرة ، صورة ساحرة ، عيناها خضراوان متحديتان عميقتان ، شعر منسدل تحت وشاح أحمر قاني محروقة أطرافه ، وجه شاحب به بعض الندوب.

-     يقوم المصور الصحفي بعد سبعة عشر عاماً بالبحث عنها مدعوماً بشكل رسمي من المجلة ، فالفتاة الأفغانية على مدار هذه السنين قد اشتهرت وذاع صيتها بقدر الغموض الذي يحيط بها وبمصيرها ، في الفيلم الوثائقي الذي يرصد عملية البحث هذه ، يرجع المصور إلى ذات المخيم ويلتقط صورة أخرى لفتاة أخرى تبلغ بالكاد عشرة أعوام ، وجهها يملؤه ذات السحر والعمق والغموض ، ثم يصل المصور أخيراً إلى ضالته ويقابل عائلة الفتاة الأفغانية ، ويعرف مآلها ، ويخبرها بأنها لطالما كانت مشهورة وتغزوا صورتها العالم ، سترى في وجهها رغم التقدم في السن ذات السحر والعُمق والتحدي مغلل بالقيود.

-       أخبرته هي أنها وعائلتها لم يشاهدوا الصورة مطلقاً ، وأنها حتى صورتها الوحيدة ، لم تتصور قبلها أو بعدها ، وأنها تتمنى أن يتعلم أبناءها ، وتتمنى في نهاية الفيلم من الشعب الأمريكي (حسب الراوية) مساعدة بلدها أفغانستان جراء ما شهدته من تخريب.





-       انتهى الفيلم الوثائقي بأن صورة الفتاة الأفغانية ظلت تمثل معاناة الشعب الأفغاني ، وإذا بحثت في اليوتيوب ستجد لها فيديو آخر من البي بي سي تقول فيه أن الحكومة الباكستانية قد اعتقلتها لدخولها البلاد بأوراق مزورة ثم مات عنها زوجها وإبنتها الكبرى بسبب المرض وأنها تتمنى تأسيس منظمة للعلاج المجاني.


-       هذه قصتها على الإجمال ، أما أنا فقد ألمت بي بعض خواطر بشأن هذه الفتاة ، منها مثلاً أنه عندما استخدمت كلمة سحر لوصفها ، كنت ولازلت أشعر حقاً بكل معنى للكلمة ، سحر يأسرك حين تواجه عيناها فلا تجد منهما خلاصاً وكأنها أفعى تبث الخوف في عيني فأر حتى تفتك به.

-       شبهتها لحيني بالأفعى ، وأشعر بالذنب ، أفكر بماذا كانت تفكر هذه الفتاة وهي تنظر في قلب الكاميرا ..؟
كيف حصلت على هذه الندبات ..؟
كيف احترق وشاحها داخل المخيم ..؟
كيف بكت والداها وهي ترتحل لاجئة إلى باكستان ، أمن الجحيم يرتحل الناس إلى جحيم ..؟
هل واجهت زوجها بذات العينين وهي في الثالثة عشر من عمرها أم خذلتاها ..؟
بماذا شعرت حينما علمت بعد سبعة عشر عاماً أنها مشهورة ويتم البحث عنها ..؟
هل قالتها فعلاً .. أنها تتمنى على الشعب الأمريكي مساعدة بلادها ..؟ وما مصير الفتاة الأخرى التي التقُطَت لها صورة في ذات المخيم ..؟
في عيني فتاة تعلمت أن نصف العالم يتغذى على النصف الآخر.





الأحد، 15 أبريل 2018

مفارقات


مفارقات 
المقاربة والتحقيق ، الإجمال والتخصيص.





جيل محظوظ ومنحوس ، كل جيل يرى في حياته القصيرة نسبياً علامات وخطوب يرى معها أنه محظوظ أو منحوس بمعايشتها ، حياة لها ما لها وعليها ما عليها.

أنا من جيل الثمانينات ، كنت محظوظاً بأني لعبت في الشارع مع أقران السوء ، ووقعت في الترعة ، والتحقت بالكُتّاب (كُتّاب الشيخ عبد الودود) ، في عهدي الأول كنت طفلاً يرتاد المساجد ، فكنت أحفظ ما تيسر لي من القرآن ، وتعتاد مسامعي على باقي آياته ، (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ..).

في أول أيامي في المرحلة الابتدائية كنت أعاني بشدة بسبب الإنفصال عن أمي لأذهب إلى جحيم يُطلقون عليه المدرسة ، ندخل الفصل المكدس ولا تزال عيني تبحث عن أمي لا يشغلني عن ذلك أي نشاط ، حتى أن (الأبلة) – وهو المسمى الذي كنا نطلقه على (المُعلِمة) – حين عَرفَتنا بنفسها (فاطمة) نَطقَتهُ (فَطْمَة) فحسبتها تقول (فضة) وحين ذهبت للبيت وسألتني أمي عن أسم مُعلمتي ، قلت لها بحكم الشتات اسمها (أبله دهب) ، اللفظ العربي واضح جداً ومُحَقَق ، بينما لغُتنُا مليئة بالمقاربات ، وبديهي جداً أن يتحول لفظ (أبلة) المفخمة إلى (أبلة) المرققة للدلالة على (الراقصة) ، وكذلك (المُعلمة) إلى (المْعلِمة) للدلالة على (الراقصة) أيضاً ، ولذلك لم أرتكب جُرماً عندما استحالت (أبلة فاطمة) على يدي إلى (أبلة دهب) ، لم أحقق فقاربت فحرفت.




(أبلة دهب) في أولى الحصص حاولت تحديد المستويات الاجتماعية والعقلية لتلاميذها ، عبر عدة أسئلة من قبيل ..
-         كل واحد يقول أبوه بيشتغل إيه ؟ (تذكروا فيلم لا مؤاخذة)
-         مين منكم يعرف الألوان ؟
-         بنصطاد إيه من البحر ؟
-         طيب ممكن السما تفيدنا بإيه ؟ يالا ياشُطار إيه إللي بينزل من السما ؟
وفي هذا السؤال الأخير ، حاولت جاهداً أن أنسى أمي التي اتضح لي أنها لن تأتيني لتأخذني من الفصل إلى البيت ، فحاولت الإندماج مع زملائي الملاعين في الترنيمة الشهيرة التي تصاحبها طرقعة الأصابع (أنا يا أبلة ، أنا يا أبلة ...)
-         إيه ده بطلت نواح ، قول يا إيهاب ، إيه اللي بينزل من السما ؟
= (وأنزلنا من السماء رزقاً لكم)
-         رزقاً لكم !! ، لا فالح ، السما بينزل منها المطر.

سبحان الله يا أبلة دهب ، دعي هذا الملعون الصغير يمارس الإجمال ، ففي الإجمال كل الجمال ، تذكرت هذه المفارقات وأنا أقرأ كتاب الفتنة الكبرى لدكتور طه حسين ، وهو يؤكد أن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فهم المقصود القرآني والنهج النبوي القائم على الإجمال (إجمال لقيم الحق والخير والعدل) فأقام على أساسها خلافته ، حتى في التخصيص منها ، عطل أحكاماً واتخذ دواويناً ونظماً غير عربية ، فأغلق بـ (الإجمال والتخصيص) على المُسلمين أبواباً كثيرة للفتنة.





الجمعة، 30 مارس 2018

قصة الإلحاد

قراءة في كتاب 

قصة الإلحادقراءة تاريخية

لـ محمود عبد الرحيم



# تأتي قراءتي لهذا الكتاب استكمالاً لرواية (موسم صيد الغزلان) التي تناولت على لسان بطلها رحلة إلحادية انتهت (بمنهجة الشك) لتمجيد السعي والبحث بدلاً عن ثبات المعتقد ، وذلك وجدتها فرصة مناسبة لبحث فكرة الإلحاد وقراءة تطورها الزمني والاجتماعي والفلسفي ..
__________________________________

- يعتبر كتاب قصة الإلحاد رحلة تاريخية فلسفية ، مكثفة ، وممتعة ، يتناول خلالها الكاتب مفهوم الإله عند الغرب باعتبارها الأمة التي سادت أفكارها في عصرنا الحالي بسيادة إنتاجها العلمي والاقتصادي ومن ثم الفكري ، مشيراً في البدايات لإسهامات العلماء والفلاسفة المسلمين أو بالأحري (الشرقيين) كهمزة الوصل للفلسفة اليونانية والتي انطلق منها عصر النهضة في أوروبا.

- تعرفت في بداية هذه الرحلة على الراهبان الإيطاليان في القرن الثالث عشر (توما الإكويني) وهو من أوائل المحاججين عن وجود الله بأدلة عقلية معتبرة ، مستنداً على أفكار أرسطو كالسبب الأول أو علة العلل والضرورة الحتمية وعدم عبثية النظام المُحكم للكون ، و (بونافينتورا) الذي ارتحل بالعقل إلى الله ، وخلُص إلى أن الإله موجود بدلالة عقلية وهي أن كل هذه المخلوقات تدل بالضرورة على خالق عظيم لا يستطيع العقل إدراكه لسموه عن الإدراك وسيبدو وصف الإله شيء لا يمكن للعقل تصوره.



- مع هذه البدايات حاولت الكنيسة بسط سُلطانها الديني على مقاليد الأمور وخاصة أن إطلاق العنان للعقل لتفسير (الله) ومن بعده الدين سيؤدي إلى خلل واضطراب ، وهو ماحدث بالفعل ، حيث واكبت هذه الحركة حالة الجنوح الديني في إسبانيا عقب حرب الاسترداد في (القرن الخامس عشر) وظهور ما يعرف بمحاكم التفتيش لليهود والمسلمين وغيرهم من المعارضين ، ولم يستقر لها الأمر فكلما ازداد سلطان الكنيسة ، توسعت معه إخفاقاتها وجمودها ، وما لبثت أن خاضت معارك دامية مع الإصلاحيين وعلى رأسهم (مارتن لوثر) الذي عارض سياسيات الكنيسة وخصوصاً (صكوك الغفران) وهو ما يمثل بداية الإنهيار لسطوة الكنيسة وانحصار سلطانها الممتد.



- وعلى الصعيد العلمي فقد سارت أوروبا على المنظور الأرسطي القائل بمركزية الأرض متماشياً مع المنظور الديني الذي يجعل الإنسان هو محور الأحداث ومن أجله قد بدأ الخلق ، واستمر ذلك (للقرن السادس عشر) حتى أسس (كوبرنيكوس) بحذر لنظرية تخالف المستقر الأرسطي من أن الأرض ليست مركزاً وأنبأ ذلك عن مواجهة أخرى للدين في مواجهة العلم ، وفي بدايات (القرن السابع عشر) استعلن بهذه النظرية وفك إشكالاتها عالم الفلك الألماني (يوهانس كبلر) ، حتى توجت هذه المساعي بنظرية (جاليليو جاليلي) التي برهنت على لا مركزية الأرض ، ولم تكن تلك الإسهامات العلمية تتضمن أي نية سيئة ضد الدين أو الوجود الإلهي بل كانت محاولة رياضية للتعرف أكثر على الله ، غير أن ذلك الوقت كانت أوروبا على صفيح ديني ساخن بسبب المواجهة الكاثوليكية البروتوستانتينة ، فأفرزت مواجهة أخرى بين العلماء متحرري الفكر في مواجهة الرؤية الدينية المتحجرة لرجال الدين.



- مفارقة عجيبة أن (الإلحاد) بمفهومه الحداثي لم يبرز من الطوائف المسيحية المتناحرة في أوروبا بل على يد بعض اليهود العائدين من النفي إلى هولندا أرض الحرية التي نأت بنفسها عن هذه الحروب الدينية المتعصبة ، فانخرط اليهود في المجتمع بعد أن عانوا الإنزواء بسبب الاستعلاء العقدي لديهم كونهم شعب الله المختار ، وشعروا بأن اضطهادهم كان ناتج دائماً عن دينهم وأنهم لم يجنوا سوى البؤس والتعصب فنادت بعض الأصوات بتنحية الدين تماماً ، وبأن البشر ليسوا في حاجة إلا إلى عقولهم ليستقيم عيشهم ، وكان أهم هذه الأصوات هما (أورييل دا كوستا ، خوان دي برادو) واللذان يعدان بطبيعة الحال مهرطقان في الديانة اليهودية.

- تحولاً آخر فكرياً وفلسفياً كان له أبلغ الأثر في أوروبا في (القرن السابع عشر) جاء على يد الفيلسوف الفرنسي (رينييه ديكارت) الذي أسس لمنهج فلسفي مبني على العلوم الرياضية ، ووجد أن هذا المنهج هو طوق النجاة في بحور الخلافات العقدية وأن العلوم الرياضية قادرة على الوصول للمعرفة بشكل تتوحد معه كافه الانقسامات ، وأسس لمنهج الشك الذي استدل به على وجود ذاته ومن ثم نقصها وصولاً لإدراك الكمال المطلق المتمثل في الإله ، ويرى أن ذلك الإله كلي القدرة والكمال قد خلق الكون وأودع فيه القوانين لتسييره دون تدخل منه كعلاقة صانع الساعات بالساعة عقب الانتهاء من صناعتها ، وأن علينا إدراك هذه القوانين ، وتعتبر هذه النقلة هي الأساس للثورة العلمية والفلسفية التي ستأتي من بعده وكأنها في معظمها إنعكاسات لأطروحاته الفلسفة/الرياضية ، وقد كانت أطروحات علمية لا تنافي الدين.



- حتى تنبأ (بليز باسكال) عالم الرياضيات الفرنسي بأن علمنة الدين ستطيح بعرش الدين ولن يكون للعامة من الناس الرادع الروحي الذي يمثله الدين ، وتحقق ذلك بشكل ما على يد الفيلسوف الهولندي اليهودي (باروخ إسبينوزا) والذي يعتبر رائد العلمانية في عصر النهضة ، حيث طرح فكرة وحدة الوجود وهي أن الله والطبيعة وجهان لعملة واحدة فالله موجود في الكون غير منفصل عنه ، وعليه فلم يعد بنا حاجة للدين أو لرجال الدين ، واعتبرته الجالية اليهودية مهرطقاً ونزعت عنه ثوب التدين اليهودي ، فاستطاع ان يستكمل رحلته متحرراً من ثوب الدين طليقاً من قيوده.

- وجاءت مساهمة الفزيائي البريطاني (إسحاق نيوتن) في نهايات (القرن السابع عشر) وبدايات (القرن الثامن عشر) ، ليكشف أهم القوانين التي يسير عليها الكون ويبرهن علمياً على وجود الإله الذي أعمل القوانين وبثها في مادة الكون الخاملة كضرور حتمية ، هذه المساهمات من نيوتن أسست بقوة لما يعرف باللاهوت العلمي ، والذي ساد الأوساط العلمية وقتها ، حيث وأنه إنطلاقاً من حقيقة وجود الإله فإنه لا مجال لإنكاره حتى ولو استطعنا أن نجنب الدين بشكله القديم (الخرافي المتسلط برجاله) من حياتنا ، ورأى البعض أنه على الدين أن يخاطب الناس في كثير من الأخلاق والفضائل وقليل جداً من علوم اللاهوت ، فقد عاشت أوروبا عصور ظلامية دامية بسبب هذه الأفكار الغيبية المتعصبة.



- أولى المعارك الفكرية الصريحة لنقض فكرة الإله وليس مجرد الدين كانت في القرن الثامن عشر على يد الفيلسوف الفرنسي (دنيس ديدرو) ، والفيلسوف الألماني (بارون دي هولباخ) ، واللذان عملا معاً على وضع أولى الموسوعات المعرفية ، اعترضا على أطروحات نيوتن العلمية والتدليل بها على وجود الله ، وافترضا أنه في البدء لم يكن غير الفراغ وأن العالم وُلد بمحض الصدفة من فراغ وأنه غير نظامياً وبه الكثير من المتناقضات والدليل على ذلك (الانتقاء الطبيعي / التطور) وصراع البقاء القاسي بين الكائنات وأن البشر على قلة علومهم كانوا يعتقدوا في إله لكل ظاهرة لا يفهمونها والآن يجمعونهم معاً في كيان واحد كلي العظمة ، وأننا الآن في عصر العقل الذي يمكن أن نستعيض به عن الفكره البدائية بوجود إله ، ويمكن أن يعبر عن أفكار (دنيس ديدرو) إثنتين من أشهر أقواله "لن يتحرر البشر إلا عندما يتم خنق آخر ملك بأحشاء آخر رجل دين" ، "لم يسبق لفيلسوف أن قتل رجلاً من رجال الدين بينما قتل رجال الدين الكثير من الفلاسفة" ، ويمكن كذلك أن نعتبر تلك الأفكار الإلحادية مبنية في الأساس على الرفض التام للتعسف والدموية التي افرزها السلوك الديني الذي أغرق أوروبا في الظلام والدماء.

- وعلى الجانب الآخر فقد قام (ديفيد هيوم ، إيمانويل كانط) بطرح مفاهيم أخرى عن تحجيم العقل المطلق ، وأن العقل محكوم بقدرات وإدراكات محدودة لا يمكن الوصول بها إلى إثبات وجود الإله أو نفي وجوده ، وقدم (وليام بيلي) فكرة اعتقاده بوجود إله مستنداً على العلة الغائية وبحجة صانع الساعات وهو أنك إذ تسير في صحراء شاسعة وتجد ساعة ملقاه على الأرض فإنك لا تفترض أبداً أنها صنعت بمحض الصدفة.

- وتكررت هذه المعركة مرة أخرى عقب (الثورة الفرنسية) ١٧٨٩-١٧٩٩ التي وإن كانت قد تولدت نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بشكل أساسي إلا أن الكنيسة ممثلة للدين كانت في خضم هذه الأجواء كسبب آخر لقيام هذه الثورة التي أثرت في أوروبا وفي العالم كله تأثير واضح ، وامتد هذا التأثير إلى المنحى الديني أيضاً الذي أخذ في الإنحصار وبرزت معه ضرورة فصل الدين عن الدولة ، وكان الفيلسوف الألماني (فريدريك هيجل) من المتابعين والمتأثرين بهذا الحراك ومثلت أفكاره الفلسفية أو ما يعرف (بجدلية هيجل) ميزان للتوفيق بين الدين والحركات الحداثية لتمحيص المتناقضات وتخليص الحقيقة من شوائبها.

- وفي القرن التاسع عشر أفرزت الثورة الصناعية والاقتصادية في أوروبا الغربية سطوة نخبة البرجوازية وبالتبعية ساءت أحوال الطبقات الدنيا من المجتمع (من العمال والفلاحين) فنشأت الأفكار الاشتراكية في البداية كمحاولة خيالية لإصلاح ما أفسدته الثورة الصناعية ثم تأسست الشيوعية بشكلها المعروف على يد (كارل ماركس ، فريدريك أنجلز) اللذان أوضحا أن رأس المال (العوامل المادية) وما يصاحبه من صراعات طبقية هو المحرك الأساسي للتاريخ وأن (الدين) ماهو إلا (وهم) ادخلته الطبقات النخبوية على عقول العامة حتى يستمروا هانئين في حالة العبودية الاقتصادية والفكرية التي تصب في صالحهم.



- في منتصف (القرن التاسع عشر) نشر (تشارلز دارون) كتابه عن أصل الأنواع مؤسساً لنظرية التطور التي تقول بأن الكائنات الحية تطورت ببطء على مر الأزمنة وأن الصراع دائم وأن البقاء دائماً للكائنات الأصلح للتعايش والتأقلم مع بيئتها ، وأن ذلك ينافي وجود خطة إلهية كما تتصورها الأديان ، ورغم ذلك فإن داروين نفسه لم ينكر وجود الإله بل أنه اعتبر أنه لا يصح التشكيك في الجمع بين فكرة وجود الإله ونظرية التطور وأنه لم يلحد حتى وفاته وإن كان يعتبر نفسه لا دينياً ، كما أنه لم يكن الوحيد التي تكلم عن التطور بل كان هناك من سبقوه ، ولم يكن الأمر حتى بعد إقراره علمياً كضربة موجهه للدين بل كانت مجرد حقيقة علمية لم تؤثر في إيمان كثير من العلماء وقتها حيث يمكن أن يسري قانونها العلمي تحت إرادة المحرك الأول ، الإله ، واضع القانون.



- ولكن وجدت نظرية التطور - مع بعض المراجعات النقدية للكتاب المقدس - الصدى في أفواه بعض العلماء المتعصبين للعلم بأن ذلك التقدم يمثل دلائل علمية على (الإلحاد) ليس مجرد رؤى فلسفية ، ووقف بعض العلماء موقف الوسيط حيث أن الأدلة العلمية وإن كانت لا يمكن أن تثبت وجود الإله فإن إنكارها له يعد استنتاجاً غير تجريبياً كذلك ويشبه إيمان مناصري الدين ، وهو ما سيعرف بـ (اللاأدرية) وكان من أهم من قالوا بهذا الرأي العالم البريطاني (توماس هُكسلي) إلا أنه ومعه العديد من العلماء في ذلك الوقت كانوا متفقين على أن العلم هو الذي يقود البشرية إلى الرقي والتقدم وأن صلوات المتدينين لم تأتي سوى بالدماء.

- المزيد في إتجاه الإلحاد في أواخر (القرن التاسع عشر) يتناول (فريدريك نيتشة) في كتابة هكذا تكلم زرادشت فكرة موت الإله أو على الأقل موت الإله في قلوب مناصريه الذين أحالوا الدين إلى أوهام وعصبيات خرافية ، و(سيجموند فرويد) رائد التحليل النفسي الذي أخذ يحلل سلوك الإنسان منطلقاً ومستنتجاً أن الدين كان مجرد محاولة بدائية لفهم الظواهر الذي استعصت على البشرية في مهدها واستمر بسبب رغبة الإنسان الدائمة في اللجوء لكيان أعلى يبرر لها حياتها وسلوكها وأن العقيدة لا تمثل للإنسان سوى مجموع الغرائز الدفينة التي تحركه وتبرر سلوكه وعلى رأسها غريزة الجنس.

- وفي تطور مُعادل ، كشفت (الحروب العالمية) في القرنين (التاسع عشر والعشرين) أن للعلم وجه آخر أكثر فتكاً ودموية من الوجه التي طالما استوحشوه العلماء في الدين وما حوله من خرافات وتعصبات ، والذي كان أساساً جوهرياً في نبذ الدين وإحلال العلم مكانه عقائدياً قبل أن يكون اقتصادياً واجتماعياً.

- ليأتي (ألبرت أينشتين) في بدايات القرن العشرين بنظرية النسبية ليغير من الركائز العلمية التي أرساها نيوتن ، وليكشف كذلك أن العلم لم يفك لغز الكون بل ينبيء بمزيد من الألغاز وأن ما توصلت إليه العلوم كانت مجرد ذرات رمال على بحور من المتواريات ، وأنه أقرب أن يكون لكل هذه القوانين واضع ومتحكم ، ورغم أن اكتشافات أينشتين كانت علمية بحتة إلا أنها حملت معها خلافات فلسفية أكثر من ذي قبل.




- ليتخبط العالم فكرياً على مدار (القرن العشرين) فبينما يتبنى الفيلسوف النمساوي اللاأدري (كارل پوپر) مذهب للعقلانية العلمية ورأى أن نظرية التطور مثلاً غير قابل للتطبيق التجريبي وانها تشبه البحث الميتافيزيقي وأن اخطر المظاهر على هذه العقلانية هي (الدوجماطيقية) التعصب المبني على الشعور الواهم بامتلاك الحقيقة المطلقة دينياً أو علمياً - فنجد فلسفات أخرى متخبطة كوجودية (جون بول سارتر) وعدمية (شوبنهاور) ووهم (ألبير كامو) ، ونتيجة لهذا التخبط استعلنت حالة التمرد العام في (النصف الثاني من القرن العشرين) ، تمرد على أية قيود علمية أو دينية ، تمرد على الحرب ، في الموسيقى والأزياء والذوق العام ، تحرير المرأة ، المناداة بحرية الجنس والإجهاض ، تقنين الشذوذ الجنسي ، وأصبحت العامة تستعلن بإلحادها تمرداً أو عن قناعة ولم يستلزم الأمر أن تكون فيلسوفاً أو عالماً حتى تستعلن بأفكارك وذلك بفضل طفرات التواصل الاجتماعي ، ولسد الفراغ الروحاني ظهرت اتجاهات لعبادة الشيطان وممارسات أخرى روحية غير دينية.

- من رحم هذه الحالة من التخبط والجنوح المادي تولدت تيارات الأصولية الدينية في مواجهة تيارات الأصولية العلمية ، يتسم التياران في أغلب الأحيان بالدوجماطيقية تلك التي حذر منها كارل پوپر ، جماعات دينية في كافة الأرجاء تستعلن بامتلاكها الحقيقة المطلقة بعضها على استعداد لإفناء نفسه والآخرين في سبيل إثبات ذلك ، وتيار من العلماء يمكن أن يطلق عليهم (الملحدون الأصوليين) يرى بعضهم أن نهاية القول هو ما يرتأوه ..
ومازال الجدال مستمراً ...






- كل ما سبق كانت محاولة مني لقراءة تطور مفهوم الإله التاريخي/الفلسفي/العلمي لدى الغرب ، أما عن رؤيتي الشخصية (الحالية والمبدئية) وفقاً لهذه القراءات ولغيرها من التجارب الفكرية التي مررت بها ، هي أن وجود إله يُعد ضرورة عقلية وحتمية يُنبيء بها الكون ، ويتفق معها العقل على مراحل تطور مدركاته ، لا استسيغ فكرة نشوء هذا الكون عن محض صدفة ، بل أعتقد في خالق له مستقل ومنفصل عنه في الكينونة ولكنه يتجلى عليه بصفاته ، كلي العظمة والقدرة ، أودع في هذا الكون أسباب نشوءه وقوانين تسييره ، إله أوسع وأشمل من كافة تصوراتنا الدينية أو العقلية عنه ، ولذلك فإن كل الاختلافات أو الإضطرابات الدينية لا تؤثر عندي في هذا المفهوم ، ولا أرى كذلك تعارضاً بين نظرية النشوء والارتقاء وبين وجود خالق ، التعارض ربما يكون في مفهوم الدين لدينا عن الخلق ، فمثلاً لا أظن أن (آدم) هو أول البشر ولا أظن في مركزية الإنسان وأن كل هذا الكون خلق من أجله ، بل أعتقد أن الإنسان حلقة في سلسلة وغايته هو اكتشاف هذه السلسلة والتناغم معها ، وأن واختباره يكمن في أداءه في هذه الرحلة ، وبالنسبة للأدلة العلمية (الفزيائية أو البيلوجية) أو حتى (نظرية التطور) التي يستدل بها (الملحدون الجدد) على عدم وجود إله فإنها سياقات وعلوم متخصصة حتى يمكن أن يستند عليها الخاصة من متناولى هذا العلم بالدراسة ، أما أن أقرأ ولا يتعدى فهمي لها غير القشور ثم أتخذ قرار بالإلحاد فذلك لا يعدوا كونه (إيماناً علمياً مشوشاً) مضاد (لإيمان ديني مشوش) كذلك ، ولذلك فإني أعتقد أن التعرف على الإله رحلة ذاتية شخصية تخص كل إنسان على حدا.

__________________________________

# القراءات المُكملة لهذه القراءة ضروري أن تتناول البحث عن كل هؤلاء الفلاسفة الذين ورد ذكرهم في هذا الكتاب ، وكذلك البحث في نظرية التطور ، وعندي بالمكتبة كتباً يمكن قرائتها في هذا الشأن وبالصدفة هي من ضمن المراجع التي أشار إليه هذا الكتاب وهي : (معجم الفلاسفة لجورج طرابيشي) (داروين متردداً: نظرة مقربة لتشارلز داروين وكيف وضع نظريته عن التطور لديفيد قوامِن) (أعظم استعراض فوق الأرض لريتشارد دوكينز) ، وكذلك سلسلة نظرية التطور لعدنان ابراهيم.

# القراءة والموسيقى يتلازمان عندي ، ولذلك تجدر الإشارة لقطعة الموسيقى أو الأغنية التي لازمتني في قراءاتي ، أحياناً يكون لها دلالات وأحيانا أكتشف ملائمتها بالصدفة ، والموسيقى التي شابهت ولائمت واقترنت بهذه القراءة هي كونشرتات الفصول الأربعة لأنطونيو فيفالدي :



# معارف وأسماء قمت بالبحث عنها سريعاً في جوجل وفي كتاب معجم الفلاسفة لجورج طرابيشي :
* توما الأكويني
* بونافنتورا
* كوبرنيكوس
* يوهانس كبلر
* أورييل دا كوستا
* خوان دي برادو
* رنييه ديكارت
* جون لووك
* بليز باسكال
* باروخ اسبينوزا
* إسحق نيوتن
* دينيس ديدرو
* بارون دي هولباخ
* فريدريك هيجل
* ديفيد هيوم
* إيمانويل كانط
* وليام بيلي
* كارل ماركس
* فريدريك أنجلز
* تشارلز داروين
* فريدريك نيتشة
* جون بول سارتر
* ألبير كاو
* شوبنهاور
* كارل بوبر
* ريتشارد دوكينز
* ستيفين هوكينج