السبت، 19 ديسمبر 2009

للحياة عودة



ها قد عُدت مُجدداً ، بَعدما حَظيتُ بفكرة جَلية بأني لن أطأ مُدوَنتي مَرة اُخرى وتهكمتٌ ُ بعض الشئ وأرمقتُ وَجهي في المِرآه بضحكة سَاخرة مُستنكراً التجرُبة ، أتودُ ان تكتب..؟ وماذا بَعد..؟ وما فائدة الورق إذاً .. وهو كاتِم أسرارك المُطيع وَخصوصاً بَعد أن تقوم بتمزيق مَا يَحلو لكَ مِنهُ أو تجد انكَ ما كتبتُ أحرف بلْ مُجرد دوائِر تتخللها طلاسِم فتتلذذ بحرق ما قد يتبقى ، ولا تعدو تِلك الكِتابات والطلاسِم كَونُها عَشوائية تفكير مُفرطه والتي بدورها كانت تُبقيني مُعلقاً ، لا احصل منها على نتاج كتابي أو ان تشبع حاجتي لرؤية مكنون افكاري وشعوري ، ومن هنا جائت تهكُماتى على تجرُبه تدوين لن استطيع معها ان أحرق أو ان أمزق ما سأكتبة الكترونياً.


وبالرغم من ذلك التردد فقد قررت ان اضيف الي المدونة بدلاً من أن اشرع فى غلقها وهي التي لم تبدأ بعد ، وخصوصاً انه كانت تعبث برأسي محاولات لتكوين جمل مفيدة على أمل ان أدرجها فى المدونة ، وحين اعدت قراءة أول ما كتبت فقد اعتقدت أن قراري باستكمال ما بدأتة قراراً صائب ، حتى لو لم تنتهي هذه التجربة على خير.


لم أكن منذ الصغر ذلك الطفل الذي ترتسم على وجهه ملامح حب للقراءة أوالكتابة بل انى حين التحقت بالثانوية كنت قد اشتركت وصديق لي فى انشطة بعيدة كل البعد عن الهدوء ولكنها قد أفادتني بان خولت لي أن التقي بأشخاص يلقون الشعر على مسامع الشباب وشعرت معه انهم يشبعون رغبة الولوج الى أعماقهم عبرالكتابه وإلقاء الشعر، وقد حرك ذلك داخلي كثيرا إلا انى ظللت متيقناً ان تلك موهبة ليس لي نصيب منها ، فكيف لي أن أكتب دون أن اعرف قواعد اللغة العربية من نحو وصرف وعروض وادب وبلاغة - وعلية فقد تخليت عن فعل الكتابة - ويمتلكنى جم الإعجاب بصحفي أو كاتب روائي أو شاعر ومؤخراً بمدون يمتلك من الشجاعة ان يكتب - وهل تحتاج الكتابة لشجاعة ..؟ وياترى شجاعة من أى نوع ..؟ - وتجد فى صفحات مدونتة ما يعبر به عن مكنونة أو ما قد يعبر منها الى قلوب او عقول قارئيه.


إلا أنى - وبعد هذه الفترة من حرمان الدخول فى تجربة الكتابة - قد اتخذت قراراً ان أنشئ مدونة وأن تكون مدونتي ملجأ لما يجول فى عقلي من افكار ومشاعر ( ومن هنا جائت تسمية - Latent Feeling - مدونة المشاعر الكامنة ).


يقاس معالج جهاز الكمبيوتر بقدرتة على معالجة البيانات ، ويقاس القرص التخزيني - Hard Disk - بسرعة الولوج الى البيانات داخلة ، وتجد ما يقابل هذا فى عالم الانسان بعقله وذاكرته ، ومن هنا تتأتى أهمية الكتابة بالنسبة لي ، حيث أني أعد كائن بصري لم تقع عيني على مشهد إلا وتركز داخل عقلي وظل عالقاً بحسب أهميتة الى أن يرتحل داخل اللاوعي وعبر مرحلة نشوء الأفكار والرؤى والتفكر فيها وتحليلها أصاب بحالة من التشتت تجعلني كجهاز كمبيوتر بمواصفات أواخر القرن الماضي ، وقد اكتشفت أهمية الكتابة لي فى امتحانات كلية الحقوق - ويمكن ان يمثل هذا الاكتشاف الإفادة الأكبر خلال أربع سنوات دراسية قاحلة علمياً - وجاء اكتشافي لما تمثله الكتابة لي عندما ... - ( نظراً لما كانت تمثل هذه الفترة لي سوف اكتب بما يتلائم معها ) -

اما كت ادخل قاعة الامتحان من دول وانا دماغي مليانة بكلام عجيب لانا عارف اوله من اخره ولا اذا كان الكلام ده بتاع المادة دي ولا المادة اللى جاية وكنت بدعي مايكونش الكلام بتاع المادة اللى فاتت لانه مش هايفيد بحاجه فى الزنقة دي ، كنت اقعد على ورقة الاجابة من دول واسمي الله وانا عقلي دا وارم من كتر الافكار المتضاربة اللى جواه وانا كنت فاكران الحالة دي من قلق الامتحان ، وبعد كده اكتشفت انها من الافكار الكتير اللى جوا دماغي ، وأد أيه كنت ببقى سعيد لما ابتدي أحل والكلمة الاصدق هنا هي اما ابتدي اكتب الافكا راللى فى دماغي بنظام لأنه ولله الحمد كنت اللى بكتبة أبعد ما يكون عن كونه حل للأمتحان ، كنت فعلا بحس ان كل كلمه بتطلع على الورق بتشبع رغبتي فى انى اخلص اولا من الافكار الكتير اللى جوايا ، وفى نفس ذات الوقت اهو بملى الورقة والسلام يمكن ننجح - ( انتهت مرحلة الأكتشاف )



وقد اكتشفت حينها ان الكتابة هيا الحل الأمثل لي فى أن اقوم بتنظيم وتحليل وإظهار ما يجول داخلي وبلورته أمام عيناي ، وياليتني امتلكت موهبة الرسم لأصبح لدي الأن بجوار تلك المدونة المرسم الخاص بس والذي كنت سأطلق على ذات المسمي الذي أطلقتة على المدونة.


ومن هنا جاء اقتناعي أن أستمر فى الكتابة لأحظى بما اكتشفتة عنها من دواء لحالة التشتت التى تصيبيني كلما جالت الأفكار داخل عقلي ، وجعلني أتغاضى عن جهلي بقواعد اللغة العربية والتى كان يمنعني من الكتابة ، وخاصة عندما نجحت فى الجامعة ولم يسألوني عن تلك القواعد والتي يجب أن تمثل حجر الأساس والعامل الأهم فى حياتي المهنية .


بعدما قد كتبت مقدمة إقدامي على فتح مدونة وخوض تجربة الكتابة فى أول كتاباتي تحت مسمى ( تجربة جديدة ) ، وأتبعتها بإسهاب عن ترددي ثم عودتي لأستكمل خطوة أخرى فى هذة التجربة تحت مسمى ( للحياة عودة ) ، سوف تليها إن شاء الله لي ذلك كتابات قد تمثل إحداها تجارب مررت بها تستحق التدوين حتى لا تنسينيها الايام وقد يمثل لي باقيها تجارب أعيشها تقتضي منى التدوين لأحظى بتحليلها وتنظيمها أمام عيني لا بتشتت داخل أروقة عقلي.


وللكتابات بقية إن شاء الله ،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق