الجمعة، 7 يونيو 2019

صنايعية مصر

كتاب 
صنايعية مصر


(صنايعي).. كلمة ذات سمعة سيئة، لمحترفي التنميط والتعميم (Stereotyping)، مدلولها عدم الإتقان وعدم الالتزام وغيرها من الأفكار السلبية، يرتد (الكاتب) بهذه الكلمة إلى أصلها الإيجابي، ويتناول من خلالها (صنايعية) على أعلى مستوى من المبادرة والابتكار والابداع والالتزام بالقواعد بل وبتأسيسها، كل في مجاله، وإن كانوا على مستوى أقل من الشهرة، بالمقارنة مع غيرهم من مشاهير المجتمع الوهميين، لذلك يعتبر هذا الكتاب عرفاناً لجهود هؤلاء الصنايعية.

يعتبر الكتاب من جهة أخرى حلقة وصل حقيقية بين جيل الآباء والأجداد من القرن العشرين، وأحفادهم في القرن الحالي، والهوة متسعة جداً بينهما، وأظن الكتاب قادر على تقليل هذه الفجوة الزمنية، وخاصة بأسلوب عمر طاهر الصادق المنساب، والخالي من مظاهر المخايلة والزيف، ويعتبر كذلك مصدر أو سيرة ذاتية مصغرة لشخصيات في منتهى الجمال والأهمية.

أعجبتني طريقة عمر طاهر في ترسيخ المعلومات التي يقدما بمنتهى الذكاء، أولاً يحدثك عن صفة شخصية للكاتب أو موقف تعرض له، ثم يستعرض جهودة العملية ومساهمته في صناعة مصر، ثم يرجع ليستكمل تداعيات الموقف التي تعرض له، وبهذه اللمحة العبقرية في الكتابة يلقي الضوء على الجانب الإنساني للشخصية كأساس مشترك ومن ثم يقدم لك المعلومة بانسياب تام.
الهامش في هذا الكتاب يمكن أن يحمل شخصيات أخرى مرتبطة بالشخصيات الأساسية، وبهذا تتكون لديك شبكة مرتبطة من الشخصيات المؤثرة في وجدان هذا البلد، أو بالأحرى مؤثرون في لاوعي هذا البلد.

من الأشياء المؤلمة في قصص هؤلاء الصنايعية أن كثير منها ينتهي أثره على ضوء كلمة واحدة مشتركة هي (التأميم).



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق