الاثنين، 6 ديسمبر 2010

فركِة كعب ( هجرة للداخل )


  • (فركة كعب) هو مُصطلح بالعامية المِصرية يُستخدم في التعبيير عن قُرب المسافات وسُهولة الوصول إليها بالأقدام ومن هذا المُنطلق .. تَكون فِعلاً مُجرد فَركة كَعبْ هي المسافة التي تَفصلنا – مَكاناً – عن كثيراً من الآثار والمتاحف (فرعونية ، يهودية ، مسيحية ، إسلامية) التي تُحيط بنا وَنمرُ عليها ذِهاباً وإياباً غير عابئين بها بل وربما يَرتبط قلبنا بها شذراً إرتباطاً بسلبيات أحاطت بها مع تقدم الزمن وعدم الإهتمام بها وتراجع إدراكنا بمكانتها ، والخزيُ هُنا أن ذات فركة الكعب تَفصلنا – زماناً – عن العصر التي خَلفْ تلك الآثار ، فلا نَعيشها ولا تَربطنا بها رابطة أو حنين ، في الوقت ذاته التي يتعلق بها قلوب السائحين ليتوغلوا في عُمق روحها وعصرها وقيمتها الجمالية والتاريخية ، ونستطيع بكل بساطه أن نلمح على وجوههم علامات الدهشة والرضا لزيارتهم الأماكن التي نراها ولكن بشكل مختلف ، وترجع نظرتنا غير العابئة ليس فقط إلى التعود ولكن إلى الإهمال وعدم الإكتراث وشعورنا بعدم وجود روابط بيننا مع أنها تخصنا في المقام الأول ، فهي تراثنا.
  • ومن هنا قررت أن أولي وجهي شطر هذه الأماكن ، التي نحيا حولها ولا نحياها بمعانيها وبهائها ، وتوجُهي هذا لابد أن يكون منهجياً ، فوجدت أنه لابد أن أعيد دراسة تاريخ تلك الأماكن وما خلفته من أثار ومعالم وكذلك التعرض لنتاج أشخاصها بالدراسة وأن أبدأ جولات ميدانية لها وإستجلاء روح عصرها.

  • ومنبع الإهتمام هنا هو البحث في الهوية والرغبة في إستبيان الإعتقاد والوجودية بشمولية ( الإيمان والمكان والزمان ) بمعني آخر تدعيم هويتي الدينية التاريخية الوطنية – وما كان مني هذا المَسلكْ إلا بكرَاهيتي ومُقْتي لِواقع الحال وما صِرنا إليه فتكون هذه الدراسة بمثابة هجرة فعلية داخل التاريخ بعمق الزمن ، على أمل أن أجد لي بأحدْاثِها شأناً أو يُفتَح لي بدراستها باباً بعدما غُلقتْ على روحي أبواب الحاضر ، فضلاً عن عدم جدوى دراستها إجباراً كما حدث في المقررات الدراسية العقيمة منزوعة الهدف والمعالم التي أقتطعت من أعمارنا دون إدراك وخلفتنا ورائها دون مُعين ، وهذه الفكرة (تدارك التاريخ) قد إجتذبت شخصيات طالما إفتخرت بها مصر ( جمال حمدان ، جمال بدوي ، جمال الغيطاني ) مافضلش غيري أنا وجمال مبارك !!! – وغيرُهم مِمنْ لا أتذكر أو مِمنْ لم تُتح لي فرصة القراءة لهم – وليس الأمر أننى أتشبه بهؤلاء العمالقة ولكن يبقى لي كل الحق في إتباع الفكر والمنهاج وإنْا لعلى الدرب سائرون ..

  • والإشكالية هنا من أين سأبدأ المسير فلطالما حَظيت مصر بحضارات مختلفة وتعددَ تُراثها ، وبما أن الفكرة شمولية فتستلزمها بالضرورة دراسة مصر من مهد التاريخ ضرباً في عرض الزمن وطوله وصولاً إلى إنتخابات الإعادة - التي إقيمت أمس تحت وطأة التزوير والتجاهل - ولكن البحث سينقسم لمراحل قائمة بذاتها تتخللها مراحل إنتقالية ثقافية أو مادية ، وعلية سنبدأ بداية مشفوعة بالإطلاع على العقلية المصرية قبل الفتح العربي ثم دخول الإسلام وتتابع العصور بَعدها ، ثُم إن قدر الله وفرغت من ما يسمى بالعصر الوسيط سوف يتبعه العصر الحديث ، أو أي مرحلة تفرض نفسها على السياق.

  • وتلك هي أدواتي في تطبيق هذه الفكرة :

1. قراءة كل ما يمكن قرائته عن الحقبة التاريخية

2. دراسة الشخصيات المعاصرة والمؤثرة فيها
3. إستبيان آثارها وحصرها والقراءة عنها
4. النزول الميداني وزيارة الأثر واستجلاء روح العصر فيه
5. الإهتداء بالخرائط لتوثيق الآثار


ملحوظات :


* الفكرة والدراسة والتطبيق خاضعة بشكل أساسي - لا لبس فيه - لنتاج عقلي شخصي ( وما يستتبعه بالضرورة من معتقدات ورؤى ذاتية ) مع إحترامي لأي فكر مخالف ، أخذاً بمقولة الإمام الشافعي رحمه الله "رأيي صوابٌ يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب" وخصوصاً أنها دراسة غير أكاديمية لا تخضع سوى للمعايير الذاتية

* مصطلح (فركة كعب) مُقتبس حرفاً ومعنى من ديوان للشعر العامي بذات المسمي - الديوان لشريكة حياتي "أعز الناس لقلبي"

* مع حفظ حقوق الملكية للصور المرفقة بالموضوع لأصحابها الغير معلومين لدي - علماً بأن إستخدامها هنا وارد في غير الأمور التجارية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق