الجمعة، 5 نوفمبر 2010

شيخ المحققين ( محمود شاكر )

(شيخ المحققين)

أبي فهر محمود شاكر

--

ربما ترددت قليلاً قبل أن أكتب ما أعرفه عن شيخ المحققين محمود شاكر خوفاً ألا أوفيه حقه ، ولكني عزمت فإن لم تنجح كلماتي في وضعه مكانته التي يستحق فيوفيه إعزازي وتقديري لشخصه وعلمه وإنتاجه الغزير وعلى نهج التذوق الذي إبتكره وسماه .. أتذوق سيرته المحمودة

--

هو أبي فهر الشيخ محمود محمد شاكر أحمد عبد القادر من أسرة أبي علياء من أشراف جرجا بصعيد مصر ، وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما ، ولد فى الأسكندرية في عاشوراء محرم الموافق 1 فبراير 1909 ثم إنتقل مع والده إلى القاهرة

--

وفي بداية حياته كان محمود شاكر مفتوناً باللغة الإنجليزية فأهمل العربية حتى رسب فى الشهادة الإبتدائية وفي سنة الإعادة تبدل الحال وانتقل ولعه للغة العربية وازداد تقديرة للكلمة – وتأثر أكبر تأثير بالإمام المرصفي "من علماء الأزهر" "ومصطفى صادق الرافعي" – وفي مرحلة الجامعة نشب خلاف بينه وبين أستاذه "طه حسين" على رأي الأخير فى أن الشعر الجاهلي ملفق وكاذب ، ولم يستطع محمود شاكر أن يبوح بكل ما بداخلة من أن مقولة طه حسين لم تكن إلا إقتباساً بالحرف لإراء المستشرق الإنجليزي مرجليوت ، فترك على أثرها الجامعة غير آسف عليها وهاجر إلى الحجاز وأنشاء بها مدرسة ثم عاد إلى القاهرة

--

إعتكف أثر رجوعه إلى القاهرة عامين على دراسة كتب التراث والشعر واختلط بأعلام الأدب وكانت تلك الفترة التي نفذ فيها ما أسماه بمنهج التذوق حيث أنه عاود قراءة التراث القديم بكل نواحية إبتداءاً من تفاسير وعلوم القرآن والحديث وما يتفرع عنهم من علوم إلى الشعر العربي والتاريخ وغيره بذات المنهج وهو التدقيق والتحقق من كل كلمة ومحاولة تذوقها والوصول إلى خفايا الكلم حتى تفتحت لديه ملكات عجب لها ورضي عنها .

--

وكان كتاب المتنبي بمنهجة الجديد المتميز بالبحث الجدي بمثابة الحصى التي حركت المياه الراكدة بداخلة وفي الوسط الأدبي حيث أنه اهتدى إلى أقوال لم يهتدي لها أحد من قبله عن المتنبي والتي اهتدى لها بأسلوبه في تزوقه للشعر – ولاقى هذا الكتاب تأييد وإعجاب الكثيرين ، وبالرغم من ذلك فإن الثناء التي لاقاه الكتاب لم يعجب محمود شاكر وقد شعر معه بسطحية تناول النقاد للآدب بشكل عام.

--

إعتلى الشيخ محمود شاكر قمة تحقيق التراث العربي ، وتتميز أعماله جميعها بالدقة والجد والإتقان ، وله في فى هذا المجال طبيعة اختص بها فلا يستخدم الألفاظ المتعارف عليا كتحقيق محمود شاكر وإنما يستخدم مصطلح قرأه وعلق عليه .. وإن كان تعقيب الدكتور محمود الربيعي يعزي هذا المنهاج إلى خبرة وعمق محمود شاكر - التي تجعله بمثابة المحرر للعمل لأنه متى حققه فإنه يورد الكتاب قيمة فعلية فى الإتجاه التي سار إليها – فإنه في رأيي تواضع العلماء الذي يكتفي فيها بطرح رؤيته دون التأثير على المؤلف الأصلي للعمل مادام العمل مكتمل الأركان التي يستوفيها علم التحقيق

--

دخل الشيخ محمود شاكر السجن مرتين أولهما لمناصرته الثورة وتحقيق العدل الإجتماعي والإصلاح الزراعي والثانية عام 1965 بتهمة إثارته للفتنه الدينية بمقالاته أباطيل وأسمار وحقيقة الأمر أن كتاباته تخالف الزعم بإثارة الفتنة الدينية إلا أن إشاراته لمسيحية لويس عوض كانت المدخل لإلصاق هذه التهمة به.

--

وكان صراعة مع لويس عوض من أكبر الصراعات في حياته حيث لم يكن مع لويس عوض بشخصه وإنما مع تيار بأسره يريد أعلاء الحضارة الغربية ودحر كل ماهو عربي وإسلامي ، ولويس عوض عرف بدعوته إلى العامية والكيد للغة الفصحى وكان الشيخ محمود شاكر له بالمرصاد في أراءة من خلال مقالاته وكتاب أباطيل وأسمار الذي يفند فيه إدعاءات لويس عوض.

--

كان لمحمود شاكر إنجاز آخر كبير في فكرة إنشاء جمعية الشبان المسلمين مع إبن خالته الدكتور " عبد السلام محمد هارون " مؤلف أول كتاب عربي في فن التحقيق وهو كتاب تحقيق النصوص ونشرها وكانت فكرة إنشاء الجمعية مناهضة لفكر جمعية الشبان المسيحية التي كانت تروج للأفكار التي تطعن فى الدين الإسلامي.

--

كان بيت الشيخ ملتقى عامر دائماً بطالبي العلم ومحضري الدراسات العليا وكان يعينهم في دراساتهم ، وإن كان في بعض الأحيان لازع اللسان في الانتقاد والغضب والثورة إلا أنه يتوارى وراء ذلك الوجه روحاً مسامحة ومنصفة وكان إذ ينتقد تلاميذة في حضورهم فإنه يستميت فى مناصرتهم حال غيابهم.

--

توفى الشيخ محمود شاكر في شهر أغسطس 1997 وشيعه عدد من محبيه تاركاً الساحة لخلفاؤه متمنياً من يسير على دربه في إعلاء الحق والعمل بمقتضي حسن وإحقاق الفضائل الأدبية والأخلاقية


--

* المراجــع : 1. صفحة أبي فهر محمود شاكر على ويكيبيديا الموسوعة الحرة

2. رسالة ماجيستير الطالبة / محاسن أحمد مولوي قربان ، جامعة أم القرى

* ملحوظة : التلخيص لا يعد بحثاً وعليه فإن معظم المادة العلمية الواردة فيه واردة نقلاً وإقتباساً،والمراد منها إجمال الفائدة للتذكرة وليس لأغراض النشر - وفوق كل ذي علم عليم

* مع حفظ كافة حقوق الملكية الفكرية - الخاص بالمادة العلمية أو الصور أو الروابط المرفقة بالنص - لأصحابها



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق