- (فركة كعب) هو مُصطلح بالعامية المِصرية يُستخدم في التعبيير عن قُرب المسافات وسُهولة الوصول إليها بالأقدام ومن هذا المُنطلق .. تَكون فِعلاً مُجرد فَركة كَعبْ هي المسافة التي تَفصلنا – مَكاناً – عن كثيراً من الآثار والمتاحف (فرعونية ، يهودية ، مسيحية ، إسلامية) التي تُحيط بنا وَنمرُ عليها ذِهاباً وإياباً غير عابئين بها بل وربما يَرتبط قلبنا بها شذراً إرتباطاً بسلبيات أحاطت بها مع تقدم الزمن وعدم الإهتمام بها وتراجع إدراكنا بمكانتها ، والخزيُ هُنا أن ذات فركة الكعب تَفصلنا – زماناً – عن العصر التي خَلفْ تلك الآثار ، فلا نَعيشها ولا تَربطنا بها رابطة أو حنين ، في الوقت ذاته التي يتعلق بها قلوب السائحين ليتوغلوا في عُمق روحها وعصرها وقيمتها الجمالية والتاريخية ، ونستطيع بكل بساطه أن نلمح على وجوههم علامات الدهشة والرضا لزيارتهم الأماكن التي نراها ولكن بشكل مختلف ، وترجع نظرتنا غير العابئة ليس فقط إلى التعود ولكن إلى الإهمال وعدم الإكتراث وشعورنا بعدم وجود روابط بيننا مع أنها تخصنا في المقام الأول ، فهي تراثنا.
- ومن هنا قررت أن أولي وجهي شطر هذه الأماكن ، التي نحيا حولها ولا نحياها بمعانيها وبهائها ، وتوجُهي هذا لابد أن يكون منهجياً ، فوجدت أنه لابد أن أعيد دراسة تاريخ تلك الأماكن وما خلفته من أثار ومعالم وكذلك التعرض لنتاج أشخاصها بالدراسة وأن أبدأ جولات ميدانية لها وإستجلاء روح عصرها.
- ومنبع الإهتمام هنا هو البحث في الهوية والرغبة في إستبيان الإعتقاد والوجودية بشمولية ( الإيمان والمكان والزمان ) بمعني آخر تدعيم هويتي الدينية التاريخية الوطنية – وما كان مني هذا المَسلكْ إلا بكرَاهيتي ومُقْتي لِواقع الحال وما صِرنا إليه فتكون هذه الدراسة بمثابة هجرة فعلية داخل التاريخ بعمق الزمن ، على أمل أن أجد لي بأحدْاثِها شأناً أو يُفتَح لي بدراستها باباً بعدما غُلقتْ على روحي أبواب الحاضر ، فضلاً عن عدم جدوى دراستها إجباراً كما حدث في المقررات الدراسية العقيمة منزوعة الهدف والمعالم التي أقتطعت من أعمارنا دون إدراك وخلفتنا ورائها دون مُعين ، وهذه الفكرة (تدارك التاريخ) قد إجتذبت شخصيات طالما إفتخرت بها مصر ( جمال حمدان ، جمال بدوي ، جمال الغيطاني ) مافضلش غيري أنا وجمال مبارك !!! – وغيرُهم مِمنْ لا أتذكر أو مِمنْ لم تُتح لي فرصة القراءة لهم – وليس الأمر أننى أتشبه بهؤلاء العمالقة ولكن يبقى لي كل الحق في إتباع الفكر والمنهاج وإنْا لعلى الدرب سائرون ..
- والإشكالية هنا من أين سأبدأ المسير فلطالما حَظيت مصر بحضارات مختلفة وتعددَ تُراثها ، وبما أن الفكرة شمولية فتستلزمها بالضرورة دراسة مصر من مهد التاريخ ضرباً في عرض الزمن وطوله وصولاً إلى إنتخابات الإعادة - التي إقيمت أمس تحت وطأة التزوير والتجاهل - ولكن البحث سينقسم لمراحل قائمة بذاتها تتخللها مراحل إنتقالية ثقافية أو مادية ، وعلية سنبدأ بداية مشفوعة بالإطلاع على العقلية المصرية قبل الفتح العربي ثم دخول الإسلام وتتابع العصور بَعدها ، ثُم إن قدر الله وفرغت من ما يسمى بالعصر الوسيط سوف يتبعه العصر الحديث ، أو أي مرحلة تفرض نفسها على السياق.
- وتلك هي أدواتي في تطبيق هذه الفكرة :
1. قراءة كل ما يمكن قرائته عن الحقبة التاريخية
3. إستبيان آثارها وحصرها والقراءة عنها
4. النزول الميداني وزيارة الأثر واستجلاء روح العصر فيه
5. الإهتداء بالخرائط لتوثيق الآثار
ملحوظات :
* الفكرة والدراسة والتطبيق خاضعة بشكل أساسي - لا لبس فيه - لنتاج عقلي شخصي ( وما يستتبعه بالضرورة من معتقدات ورؤى ذاتية ) مع إحترامي لأي فكر مخالف ، أخذاً بمقولة الإمام الشافعي رحمه الله "رأيي صوابٌ يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب" وخصوصاً أنها دراسة غير أكاديمية لا تخضع سوى للمعايير الذاتية
* مصطلح (فركة كعب) مُقتبس حرفاً ومعنى من ديوان للشعر العامي بذات المسمي - الديوان لشريكة حياتي "أعز الناس لقلبي"
* مع حفظ حقوق الملكية للصور المرفقة بالموضوع لأصحابها الغير معلومين لدي - علماً بأن إستخدامها هنا وارد في غير الأمور التجارية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق